يعاني مسجد أبي موسى الأشعري، الذي يعد من أقدم مساجد اليمن بعد الإسلام، والواقع في مديرية زبيد التاريخية جنوب محافظة الحديدة، من الإهمال المتعمد والعبث من قبل ميليشيا الحوثي، التي تسيطر على المديرية وتنهب أوقاف عشرات المساجد والمدارس الإسلامية.
وخلال اليومين الماضيين، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مناشدات عاجلة لإنقاذ المسجد، بعدما أصبح دون دورات مياه صالحة للوضوء، بسبب الضرر البالغ والإهمال الذي طالها، ما اضطر المصلون إلى هُجرانه، وأدى إلى تهديده بالإغلاق والانهيار. ويُذكر أن المسجد قد أُوقف عليه أمراء وملوك، ورجال صالحون، بالإضافة إلى أوقاف مخصصة لمقدمات قرآنية في أخصب الأراضي الزراعية بالوديان، إلا أنه اليوم بلا أبسط خدماته الأساسية.
وأعرب أبناء مديرية زبيد عن بالغ استيائهم من الوضع المأساوي الذي آل إليه المسجد، مؤكدين أن من المخجل أن تدخل ثاني أقدم مسجد في اليمن ولا تجد فيه دورات مياه للوضوء، رغم احتضانه المستمر لفعاليات دينية واجتماعية ومجالس عزاء.
وأشاروا إلى أن المسجد الذي أُوقف عليه كرماء عبر التاريخ، يعاني اليوم من الإهمال والوعود الكاذبة بالترميم من قبل السلطة والقيادات الحوثية المسيطرة على موارد ومكاتب المديرية، موضحين أن عجز الجهات المختصة عن إنشاء حمامين فقط من أوقافه الخاصة يعدّ استخفافًا بالمكان ومكانته، ولم يعد ممكنًا أداء صلاة الجنازة داخله دون أن يضطر الأهالي للبحث عن أماكن وضوء خارج المسجد.
واختتم الأهالي مناشدتهم بالقول: "لقد هجر الناس المسجد بسبب الإهمال المستمر، فهل تصحو إدارة الأوقاف من غفلتها وتنهض بمسؤولياتها؟ وهل تجد هذه المناشدة آذانًا صاغية لدى الجهات المعنية لإنقاذ ثاني مساجد اليمن من الانهيار؟.
ويُعد الجامع الكبير في صنعاء أول مسجد بُني في اليمن، وقد شُيّد بأمر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة السادسة للهجرة، ويليه من حيث الأقدمية مسجد أبي موسى الأشعري في مدينة زبيد، والذي أسّسه الصحابي الجليل أبو موسى، عام 8 هـ، بعد أن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، ليكون من أوائل منارات الإسلام في تهامة.
