محلي

الإيرانيون يتساءلون عن ثرواتهم الهائلة التي أهدرها الملالي في بناء ترسانة هلامية ومنشآت نووية ذابت كالملح

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 7 ساعة و 22 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في خضم حرب مدمّرة بين إيران وإسرائيل تدخل أسبوعها الثاني، تتصاعد التساؤلات في الداخل الإيراني عن مآلات ثروات هائلة أنفقتها طهران على مدى أربعة عقود لبناء ترسانة عسكرية ومنشآت نووية، ظهرت اليوم -بحسب مراقبين- أشبه ببنية هلامية عاجزة عن الصمود.

ففي منطقة مشتعلة بالصراعات، جاءت الحرب الصهيونية-الإيرانية كاختبار قاسٍ لقدرات إيران، الدولة ذات الموارد الغنية والتاريخ العميق، والتي لطالما رُوّج لها باعتبارها قوة إقليمية ضاربة قادرة على حسم أي مواجهة، خاصة أمام كيان صغير المساحة كإسرائيل. لكن مجريات الحرب، وما كشفته من اختلال في ميزان القوة، بددت تلك الصورة.

ترسانة "ورقية" في مواجهة آلة إسرائيلية متقدمة

أظهرت المواجهات الجارية تفوقًا عسكريًا إسرائيليًا لافتًا، في مقابل أداء إيراني وصفه محللون بأنه أقرب إلى "نمر عجوز" بعضلات منهكة ومخالب هشة. فرغم ما أحدثته المقذوفات الإيرانية من حرائق وصدمات، إلا أنها لم ترقَ إلى مستوى ما أظهرته إسرائيل من ضربات دقيقة، وتفوق جوي، وقدرات استخباراتية خارقة، كان أبرزها تنفيذ عمليات نوعية داخل العمق الإيراني.

تُقاتل إيران اليوم بأسلحة محدودة: طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، ومنصات إطلاق مكشوفة، دون دعم فعلي من سلاح الجو أو البحرية، فيما بدت الأذرع الخارجية، كحزب الله والحوثيين والحشد الشعبي، عاجزة عن إحداث تأثير حقيقي، وفق تقديرات غربية.

تساؤلات الداخل: أين ذهبت الثروات؟

في الداخل الإيراني، يتنامى الغضب الشعبي وسط تساؤلات صريحة: أين ذهبت مئات المليارات التي خُصصت طوال 45 عامًا لبناء القوة العسكرية؟ وماذا تبقى من البرنامج النووي ومنظومة الدفاع الجوي والبحرية والقوة الجوية التي تباهى بها النظام؟ بل أين زكاة الخمس التي تُجبى من المواطنين وتُقدّر بمبالغ طائلة تُودَع في حسابات خاصة تحت تصرّف المرشد الأعلى دون رقابة؟

يتحدث إصلاحيون عن "تبخر" أموال ضخمة في مشاريع تسلح غير فعالة، ويحمّلون نظام الولي الفقيه مسؤولية تفضيل السباق العسكري على حساب التنمية والمعيشة، ما أنتج بنية أمنية مترهلة ومنشآت عسكرية تحوّلت إلى أهداف مكشوفة.

ساعة الحقيقة

تقف الجمهورية الإسلامية، ولأول مرة منذ قيامها عام 1979، أمام لحظة مساءلة حقيقية، ليس فقط من العالم، بل من شعبها. فالحرب التي غطت على معظم الأحداث الدولية، سلّطت الضوء على واقع القوة الإيرانية وأوجه القصور البنيوي، وأعادت طرح السؤال الأهم: هل استحقت إيران كل ما أنفقته من ثروات شعبها على ترسانة لم تُثمر إلا العزلة والفوضى؟

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية