اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة في محافظة الجوف شمال شرقي اليمن، بين مسلحين قبليين من قبيلتي "الفقمان" و"همدان"، على خلفية ثأر قديم أعادت إحياءه عملية اغتيال غادرة طالت أحد كبار مشايخ المحافظة.
وأفادت مصادر قبلية بأن الشيخ صالح العجي الفقمان، أحد أبرز وجهاء قبيلة الفقمان، قُتل في كمين مسلح نفذته عناصر قبلية في منطقة السلمات التابعة لمديرية الغيل، أثناء توجهه لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ ناجي محمد القهقوة، أحد مشايخ همدان. وأسفر الهجوم أيضًا عن إصابة نجله بجروح خطيرة.
وأكدت المصادر أن الكمين يأتي في سياق ثأر قبلي قديم يعود إلى خلافات دامية بين القبيلتين، مشيرة إلى أن عملية الاغتيال فجّرت موجة من الاشتباكات القبلية العنيفة التي امتدت لاحقًا إلى مناطق في مديرية الحزم، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى لم يُعرف عددهم بدقة حتى الآن.
وتعيش محافظة الجوف منذ سنوات حالة من التوتر القبلي المزمن، تغذّيه صراعات قديمة وأخرى حديثة بفعل تفكك الدولة وضعف الأجهزة الأمنية، في ظل سيطرة مليشيا الحوثي على أجزاء واسعة من المحافظة.
ويتهم ناشطون ومراقبون محليون المليشيا الحوثية بلعب دور خفي في إذكاء الصراعات القبلية، من خلال إضعاف الروابط التقليدية بين القبائل وتشجيع الثأر والانقسام، بهدف فرض سيطرتها الأمنية والاجتماعية وتعزيز وجودها العسكري في المناطق القبلية التي لطالما شكّلت تهديدًا على مشروعها الطائفي.
وبحسب مصادر محلية، فإن الوساطات القبلية تحاول احتواء الموقف ووقف التصعيد، إلا أن حالة الاحتقان لا تزال مرتفعة، وسط مخاوف من اتساع رقعة القتال وتحوله إلى نزاع قبلي مفتوح قد يستمر لفترة طويلة ويؤثر على الاستقرار النسبي في أجزاء من المحافظة.