محلي

مخاطر مستقبلية تضع العرب في دائرة الضعف واستلاب القرار

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 3 ساعة و 57 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ترى؛ من أين للعدو الإسرائيلي الغاصب كل هذه الترسانة الجوية المتفوقة؛ والتطور التقني المتصاعد، والتأهيل البشري النوعي، والقدرة على التحرك والقتل والتدمير في اكثر من جبهة؛ وسرعة التزود ليل نهار بكل هذه الحمولة الضخمة من الوقود والبارود والقنابل والصواريخ والمسيرات والمقذوفات؛ لقرابة عامين بدون توقف؟

تساؤلات مريرة تثور في الشارع اليمني والعربي هذه الأيام بحثا عن أجوبة شافية: كيف لمثل هذه الدولة المنبوذة أن تحافظ على هذه الاستمرارية والثبات والتفوق وبناء قوة لا رادع لها ولا منافس- وهي مجرد مساحة صغيرة وكيان طارئ في منطقة تاريخية كبرى يتشاركها عربٌ وترك وفرس وأفارقه- هم الأعرق والأقوى والأكبر حجما وبشرا وثروة، وهم أصحاب الأرض!

لقرابة العامين ظلت طائرات إسرائيل تعربد فوق الأراضي المحتلة على مدار الساعة؛ محملة بمئات الأطنان من البارود والقنابل والصواريخ، تصول وتجول دون توقف، وتنسف كل شبر في غزة المنكوبة دون أن تشبع دماً ودمارا.. وبجانبها ضربات متفرقة في لبنان وسوريا واليمن وطهران.. ثم ها هي المئات من طائراتها المدمِرة تحلق ليل نهار في سماء المدن الإيرانية ولمرات عديدة في اليوم الواحد وهي البعيدة عنها آلاف الكيلومترات، متنقلة من شرقها لغربها لشمالها لجنوبها، وتصب كل هذه الحمولة من النيران والحمم وابلاً بعد وابل، ثم تعاود الكرة غارة بعد غارة.. وذاك ما يحتاج للتزود بكم هائل من الوقود والبارود والطاقة البشرية.. فكم استهلكت من الوقود والبارود حتى اللحظة، وكم من الأموال والثروات استنزفتها لبناء قدراتها الحربية المكلفة وكل هذا الشر المتفجر؛ بدون أن يتأثر اقتصادها وتطورها البنيوي والعمراني الذي يبدو متفوقا أيضا!

أما الدقة في الضرب والتصويب فحدث ولا حرج.. طائرات صهيونية متزامنة تحلق بالمئات لأول مرة فوق مدن إيرانية شاسعة فتصول وتجول باحترافية، كأنما تعرف أرضها وسماءها عن ظهر قلب، ومن مسافات متنائية تصيب أهدافا ومواقع استراتيجية بمنتهى الدقة مخلفة دمارا واسعا، مستندة إلى إحداثيات دقيقة وتكنولوجيا تجسسية فائقة.. لتثير عاصفة من التساؤلات حول سر هذا التفوق الصهيوني في كل شيء!!

إنها التقنية يا صاح- يقول قائل- واستغلال التطور التكنولوجي المتسارع، والاستثمار المذهل للعقول والأدمغة وتوظيف المال والثروات لبنائها، وعدم التوقف عن ابتكار الحلول لكل احتياج وليس انتظارها، من منطلق أن الحاجة أم الاختراع.. هو ذاك فقط ما يضمن للأمم والشعوب تفوقها.. فضلا عن الدعم الأميركي والغربي اللامحدود لإسرائيل مالا وتسليحا لعقود من الزمن.. فأين كان كل جيرانها مغيبين عن كل هذا التطوير الصهيوني المذهل للقدرات والطاقات طيلة عقود؟

تفوق مخيف؛ ثمة من يدعو أمة المليار للتوقف أمامه مَليّاً ودراسته بجدية؛ واستيعاب ما يعنيه من مخاطر مستقبلية تضع العرب والمسلمين في دائرة الضعف والهوان واستلاب القرار وفق مراقبين، ما لم تغادر مربع الصراعات عاجلا وتترك الأطماع الطائفية والأجندات التخريبية جانبا، ولاسيما أجندات ثبت فشلها لدول كبيرة كإيران وتركيا، وأن تتفرغ للتكامل الشامل، والتوظيف الأمثل لمواردها وثرواتها وعقولها وطاقاتها، بما يضمن لها الحفاظ على شيء من ماء الوجه المراق، وسد الفراغ القيادي في المنطقة، قبل أن تفقد وجودها.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية