ينظّم مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية غداً (18 يونيو) ندوة إلكترونية عامة لتسليط الضوء على التحديات الملحة التي تواجه البنوك اليمنية في ضوء تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وما يصاحبه من عقوبات مالية.
وستستكشف الجلسة الافتراضية تأثير هذه العقوبات على وصول القطاع المصرفي إلى الأسواق المالية الدولية، وقدرته على الامتثال للمعايير العالمية، بما في ذلك متطلبات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وفي يناير الماضي، وبعد عودته إلى البيت الأبيض، أعاد الرئيس دونالد ترامب رسميًا تصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية.
وأشار القرار إلى التهديدات التي يشكلها الحوثيون لسلامة المدنيين والعسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط، واستقرار شركاء الولايات المتحدة الإقليميين، وأمن التجارة البحرية العالمية.
وأفاد مركز صنعاء في بيان صحفي بأن المناقشة ستتناول استراتيجيات تمكين البنوك اليمنية من مواصلة دورها الحيوي في توفير الخدمات المصرفية الأساسية، مثل تمويل احتياجات الاستيراد الأساسية، وتسهيل التحويلات المالية، ودعم إيصال المساعدات الإنسانية.
واعتبر مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هذه المناقشة ملحة بشكل خاص في ظل خضوع بنكين محليين للعقوبات، ما ينذر بتداعيات أوسع نطاقًا محتملة على الاقتصاد الوطني.
ومنذ انتقال البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن في عام 2016، انقسم اقتصاد اليمن إلى منطقتين متنافستين، إحداهما يسيطر عليها الحوثيون والأخرى تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليًا.
وقد أصدر الطرفان بعض القوانين والسياسات التي كان لها تأثير سلبي على قدرة القطاع الخاص على ممارسة الأعمال التجارية. ويشمل ذلك عدم استقرار سعر الصرف، والحظر على الأوراق النقدية، فضلًا عن صعوبات الحصول على العملة الصعبة.
وقد دفعت هذه العوامل، إلى جانب تدابير تخفيف المخاطر التي عزلت البنوك اليمنية وعملاءها عن العملاء في الخارج، العديد من مؤسسات الأعمال والشركات إلى اللجوء إلى الشبكات المالية غير الرسمية، مثل شركات الصرافة ووكلاء الحوالات المالية.
وقد أدى هذا الاتجاه إلى زيادة استخدام النقد وتراجع الثقة في النظام المصرفي الرسمي، ما فرض تحديات إضافية على اقتصاد اليمن المتعثر.
وتضم الندوة محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، والخبير الاقتصادي في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية خالد منصر.
ومركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية الذي تأسّس عام 2014، هو مركز أبحاث مستقل يسعى إلى إحداث فارق عبر الإنتاج المعرفي، مع تركيز خاص على اليمن والإقليم المجاور.