محلي

العصابة الحوثية تستعد للاحتفاء السنوي بخرافة الولاية من أموال الجائعين

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 11 ساعة و 12 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كعادتها في كل موسم؛ تتفرغ العصابة الحوثية هذه الايام لتجهيز مهرجانها السلالي السنوي من اموال الجائعين، ونصب لوحاته وصوره الحوثية المجسمة وشعارات الصرخة والزينات الخضراء في كل الشوارع والأزقة؛ استعدادا للاحتفاء بما تسميه يوم الولاية أو عيد الغدير في ثامن عشر ذي الحجة، جرياً منها وراء ترّهات ماضوية لاتحمل مشروعا وطنيا جامعا، بل تكريسا فاضحا لمشروع طائفي بغيض وصبغة عنصرية لم تجلب لليمن غير الحرائق والخراب!

يوم الغدير وما أدراك ما يوم الغدير.. اليوم الذي تزعم فيه العصابة الحوثية ان النبي الأعظم ص نصّب فيه الإمام علي كرم الله وجهه ولياً من بعده ووصيا على المسلمين- استنادا إلى ما يسمى حديث الولاية: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وذلك خلال خطبة وداعية ألقاها وسط جموع المسلمين بمنطقة غدير خُم بين مكة والمدينة، وهي الرواية التي ظلت مثار جدل وخلاف مذهبي على مر العصور، بين من يؤمن بها كثوابت مقدسة، ومن يعتبرها خرافة شيعية تعصبية، بسبب ما أضيف إليها من تشويهات لاحقة طعنت في شرعية الخلفاء الراشدين وصورتهم كعصاة انتزعوا حق علي في ولاية المسلمين، ما تسبب في فتنة كبرى أراقت دماء آل بيت الرسول وحرمت ذريتهم من حقهم في خلافته وراثيا، في إصرار حوثي فاضح على استدعاء فتن مذهبية غابرة تجاوزها منطق التاريخ!

ما يثير استفزاز اليمنيين وسخريتهم من مناسبة كهذه أن العصابة الحوثية تحرص على إحيائها لأطماع سلطوية خالصة، لا حبا في الإمام علي أو تذكيرا بفضله العظيم، بل للمتاجرة باسمه وادعاء انتسابها لنسله؛ وانتقال ولايته إلى الحوثي وسلالته كحق الهي باعتبارهم من ذريته، واستغلال الدين كأداة سياسية بعدما افرغوه من جوهره الإنساني، وحولوه ديناً للعائلة لا ديناً للبشرية، فكأنّما الله لم يبعث نبيه إلا ليقيم لهم ملكاً في الأرض، ويفرض على الأمة خُمساً لسلالتهم وحكماً مؤبدا على نهج أسلافهم طغاة الإمامة البائدة.

وكانت وزارة الأوقاف والإرشاد في الحكومة المعترف بها قد أصدرت توجيهاً عاجلاً إلى مديري مكاتبها والعلماء والدعاة وخطباء المساجد، حذرت فيه من الترويج لما وصفته بخرافة الولاية والفكر العنصري السلالي، معتبرةً ذلك مخالفاً للدين والدستور ومبادئ الثورة اليمنية. مشددة على ضرورة دحض هذه الأفكار عبر المنابر الدينية والخطب والمحاضرات، باعتبارها مزاعم لا علاقة لها بالإسلام، مشددةً على أن نظام الحكم في الإسلام قائم على الشورى واختيار الشعب، وليس على ما يُسمى بـالاصطفاء الإلهي أو نظرية البطنين.

كما طالبت الخطباء والعلماء بتسليط الضوء على دور اليمن التاريخي في الإسلام، والتحذير من أي فكر يزعم تفرد فئة معينة بالحق في الحكم أو الدين، والإشارة إلى أن الثورة السبتمبرية قامت لتحرير اليمن من هذه الخرافات العنصرية. وأن استمرار الترويج للنظريات السلالية سيُبقي اليمن في دوامة الصراعات والانقسامات.

دونا عن كل المذاهب والعرقيات لم تؤمن السلالة الرسية بعد بأن الإسلام المحمدي هو في أساسه مشروع مساواة ربانية حاسمة؛ جاء ليحرر العرب من عبودية العرق والنسب، ويهدم معابد العشيرة و أصنام العصبية الجاهلية ويساوي بين السادة وعبيدهم ويزيل كل الفوارق الطبقية والعنصرية والمفاضلة العرقية، ويعلنها مدوية: كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل ولا تمايز إلا بالتقوى والعمل الصالح..

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية