محلي

الوحدة اليمنية المباركة.. معجزة سلمية شوهتها الهمجية الحوثية.. ودمرت كل مكتسباتها

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 4 ساعة و 50 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

خمس وثلاثون سنة من عمرها المديد لم تتضرر خلالها الوحدة اليمنية كتضررها اليوم من الكارثة الحوثية، ولم تمر بمرحلة شوهاء أبشع من زمن عصابة سلالية متخلفة تسببت عنترياتها الهوجاء وهمجيتها المنفّرة في تشويه صورة أبناء شمال الشمال وتشويه الرمزية المقدسة للوحدة وتدمير كل مكتسباتها؛ فضلا عن استفزاز شارع جنوبي محتقن لاتنقصه المواجع!

قبل الانقلاب الحوثي المدمر؛ لم تكن الوحدة اليمنية في أحسن حالاتها؛ ولا تنقصها المنغصات والأزمات والملفات الشائكة التي اعترضت طريقها وتترقب حلولا عاجلة، وعلى رأسها قضية جنوبية حساسة كان اليمنيون يتهيأون لحلها جذريا لمعالجة ماتبقى من رواسب تشطيريه وجروح فتنة94 لتستقر سفينة الوحدة المضطربة، لولا انصدامهم بكارثة حوثية عام2014 أجّلت كل الملفات والحلول.. فما الذي قدمته العصابة السلالية من حسنات وخدمات للمنجز الوحدوي يمكن ان تُحسب في ميزان حسناتها وتُسكت مناهضيه جنوبا؟

سؤالٌ مرير يتداوله اليمنيون اليوم على اوسع نطاق، سيما وهم يرون وحدتهم تمر بأسوأ حالاتها، والاحتفاء بذكراها السنوية اصبح باهتا ومثيراً للجدل!.. وبجردة حساب سريعة يجيبك مراقبون فيما يشبه الإجماع أن الجائحة الحوثية لم تقدم للوحدة اليمنية غير المزيد من التصدعات..

ففي الوقت الذي كانت دولة الوحدة في أمسّ الحاجة لتجاوز أزمة2011 بالشراكة والحوار؛ واحتواء القضية الجنوبية ومناهضي الوحدة بالحكمة والتروّي؛ وبناء يمن ديمقراطي للجميع؛ قفزت العصابة الحوثية لانتزاع السلطة بالقوة الغاشمة، للمطالبة بنصيب الأسد في الدولة الجديدة واستعادة وصاية سلالية بائدة على اليمنيين؛ لتضيف بذلك جرحا كارثيا تجاوز جرح94 بمراحل؛ وتقدم نموذجا متخلفا لأبناء شمال الشمال خدش صورتهم في اذهان اخوتهم جنوبا الأكثر مدنية ومُسالَمة، وشوه الرمزية المقدسة للوحدة؛ بسبب الهمجية الحوثية ورعونتها المنفّرة.. ثم تأكيدا لهمجيتها هُرعت لابتلاع محافظات الجنوب؛ بدءا بغزو عدن عام 2015، ظنا منها ان مدنية ابنائه المسالِمين تجعلهم لقمة سهلة، لكنها صُدمت بمقاومة شرسة ركلتها بعيدا وجعلتها تحرّم الاقتراب جنوبا.. مرورا بما انجزته من تفكك لدولة الوحدة؛ وتمزق لخارطتها الشاسعة؛ وعذابات لشعبها، وموت وخراب ديار لامثيل له منذ قيام الثورة اليمنية.

وما زاد الطين بِلة ان العجرفة الحوثية في إدارة الشمال؛ وفصلها لسلطته عن بقية الوطن؛ وابتلاع موارده واقتصاده وبنكنوته؛ وانفرادها بمناهج تعليمية طائفية مستقلة لمناطقها؛ وجّهت ضربة قاصمة للوحدة الوطنية والنسيج الشعبي المتعايش، فقد زادت من تباعد شارع جنوبي محتقن، وايقظت نزعة انفصالية نائمة لتيار جامح انتهز همجيتها ليؤكد للعالم استحالة الوحدة مع جماعة كارثية كهذه، ويطالب بدولة جنوبية قديمة.. الامر الذي اربك المشهد اليمني المرتبك أصلا؛ وخلط الاوراق المختلطة وأبعد الازمة اليمنية عن الحل.. بل واضاف للشرعية المعترف بها عبئا ثقيلا شغلها بانقسامات بين تحالفاتها ألهتها عن معركة استعادة الدولة الجامعة، ليبدو المشهد شمالا وجنوبا اشبه بحفلة زار مجنونة اختلط حابلها بنابلها وتعذر وقف هوسها وفض اشتباكاتها!

اما ختام الحسنات الحوثية تجاه الوحدة فتتمثل في ان مناطق الشمال لم يعد لديها ما يربطها بالوحدة اليمنية مطلقا سوى اعلان يومها السنوي عطلة رسمية رفعاً للحرج.. ما يجعل العصابة الحوثية تتحمل الوزر الاكبر والمسئولية الكاملة امام كل اليمنيين عما لحق بوحدتهم من تصدعات كارثية، لتلاحقها لعنات الأجيال القادمة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية