آراء

شيء عن موقف المليشيات من الوحدة

وسام عبدالقوي

|
قبل 8 ساعة و 20 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يتساءل كثيرون حول موقف جماعة الحوثي الانقلابية إزاء ما يحدث في المناطق الجنوبية من أحداث، يقف مكون الانتقالي في واجهة المسئولية عنها.. ويرى أو يعتقد البعض أنه من المفترض بالجماعة الحوثية على الأقل أن تصدر ولو حتى بياناً يبين موقفها من تلك التحركات والأحداث..!! وينتج عن هذه التساؤلات وتلك تساؤل جوهري وملح مفاده: ماهو الموقف الحقيقي للمليشيا الانقلابية تجاه الوحدة اليمنية كواجهة رئيسية للحال السياسيفي اليمن، وإمكانية انهيارها وحدوث الانفصال..!!

كل هذه التساؤلات تعيدنا للمربع الأول من الأزمة اليمنية، ومحاولة توصيف الأطراف المستحدثة، جراء هذه الأزمة أو التي كانت سبباً مباشراً في اندلاعها.. ولو وضعنا تساؤلاً تجريبياً مباشراً لأنفسنا حول ما جرى ويجري منذ العام ٢٠١١م، لوجدنا أنه لولا ظهور جماعة الحوثي الإرهابية وانقلابها في شمال الوطن، ما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من فراغ سياسي ودمار وشتات.. ولولا ظهور معادلها الموضوعي في الجنوب والمتمثل في مليشيا أخرى هي الانتقالي، لما وصل حال اليمنيين هناك إلى ما وصلوا إليه من فراغ وفوضى وشتات..!!

بل ولما وصلت إليه الشرعية (الطرف الوحيد الذي يعول عليه اليمنيون) من مضايقات متعمدة بهدف واضح وصريح، هو استمرار الأزمة، وإتاحة ما يمكن من الوقت والمساحة للانقلاب، ليقوى ويفرض سيطرته على مناطق الشمال.. وللعلم هذا التوازن في معادلات الشر والفوضى لم يكن له أن يتحقق، لو لم تكمن وراءه قوى خارجية تديره وتتحكم في مجرياته، إلى حد التفاصيل الدقيقة، والتحركات والتصرفات الصغيرة حتى على مستوى الأفراد والقيادات..

إنه لمن الغريب أن نتساءل سواء اليوم أو قبل اليوم عن موقف جماعة الحوثي الانقلابية في الشمال أو جماعة الانتقالي التخريبية في الجنوب، حول مبدأ الوحدة وهو مبدأ يجب في الواقع ألا يمس أيا كانت الظروف والمتغيرات.. يجب ألا نتساءل حول ذلك ما دمنا نتحدث عن كيانين خارجين عن النظام والدولة، يريان في استمرار الوحدة واستعادتها عافيتها نهاية طريق، وحداً أخيراً لوجودهما، واستفادتهما من الاضطراب السياسي الذي شهدته البلاد وكان بيئة صالحة لظهورهما، ولا يزال سقفاً ودرعاً حامياً لاستمرارهما واستقرارهما..

فالحوثي مهما زايد بالوحدة وحاول التأثير بخطاباته على أبناء الشعب شمالاً وجنوباً، لا معنى ولا مكان للوحدة في مشروعه وخططه، بل يرى أن الانفصال هو الفرصة الأفضل والمواتية له للاحتفاظ بالسلطة في مناطق الشمال، وذلك باعتباره المسيطر بانقلابه على معظم تلك المناطق، ولعلمه بصعوبة تقبل أبناء الجنوب لوجوده في مناطقهم.. وبالتالي فإن أي تحرك فوضوي يرفض الوحدة، ويسعى لتقويضها في مناطق الجنوب، هو تحرك إيجابي بالنسبة له ويصب في مصلحته بالدرجة الأولى.

وكذلك الأمر بالنسبة لمكون الانتقالي فإنه ينظر للأمر بذات الطريقة النفعية والحاسمة، بالنسبة لمصيره وبقائه على الساحة.. فاستمرار الوحدة هو واحد من أهم الحلول المصيرية لإنهاء ما يجري في البلاد من فوضى وشتات وأزمة سياسية، وهو -أي الانتقالي- وجماعة الحوثي بطبيعة الحال من أسباب ونتاج هذه الأزمة، التي قد تؤدي نهايتها، لنهاية الجماعتين.. وبالتالي فإن موقف الطرفين من متغيرات الأزمة وأحداثها، ينبع من نقطة واحدة ومن جوهر واحد هو الموقف تجاه سلامة الوحدة والاستقرار السياسي.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية