محلي

متى تنكشف اللعبة..؟! (2-2)

وسام عبدالقوي

|
قبل 5 ساعة و 24 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا بد من الإشارة إلى أن الطرف الخفي الذي يدير متغيرات وأحداث المنطقة بما فيها الأزمة اليمنية، قد برع في تنفيذ أجنداته بنجاح كبير من خلال عمليات الإلهاء، التي استخدمها ويستخدمها في إطالة أمد إدارته للأزمات، وليس أدل على ذلك من سحبه جماعة الحوثيين الإرهابية من أزمة الداخل إلى افتعال أزمة أو قضية تشغل بال الخارج والداخل معا، كأحداث غزة وقرصنة البحار، ليجعل الجماعة مشاركا او طرفاً فيها، أيا كانت المسميات والتوصيفات..

وهنا استطاع ذلك الطرف الخفي المتمثل بالطبع في  ثنائي (أمريكا وبريطانيا) تفعيل آلية الإلهاء بقضية أو قضايا قومية شديدة الحساسية، كالقضية الفلسطينية سواء لدى اليمنيين، لئلا ينقضوا على المتمردين وينهوا انقلابهم، أو لدى المجتمع العربي الذي أصبح يرى في الحوثيين أملاً وإن كان كاذبا في مواجهة الاحتلال والتوحش الإسرائيلي، غير مدركين أن وجود الحوثيين في الأصل هو واحدة من الألعاب القذرة التي يمارسها الاحتلال ومن يقف وراءه ويحرص على حمايته..!!

حتماً لن تخوننا الذاكرة إذا استرجعنا عملية استجلاب جماعة الحوثي إلى أحداث غزة بعد انطلاقها بفترة قصيرة، في الوقت الذي كان الناتو يزحف بقواه وقطعه البحرية إلى شمال البحر الأحمر، تفاعلاً مع أحداث الحرب الروسية/الأوكرانية.. فذات مساء أعلنت القوات الأمريكية البريطانية في (خبر مهلهل البنية والمعلومات) عن أنها اعترضت في سماء البحر الأحمر صواريخ  (توماهوك) متجهة ناحية إسرائيل، ويرجح أن مصدرها (الحوثيون في اليمن)..!!

جماعة الحوثي ذاتها بدت في البداية مشدوهة وفاغرة الفكرة كغيرها ممن تلقوا هذا الخبر..!! وظلت دون تعليق رسمي على الخبر لحظتها، ثم... بدا أن هناك من أوحى للمليشيا بضرورة إقحامها في الأحداث كعملية إلهاء للداخل اليمني وترويج حضور للخارج، خصوصاً مع بدء ارتفاع وتيرة مواجهتها مع شعبية الداخل وتحركات وإجراءات الشرعية حينها، والتي بدأت تتسبب بمضايقة المليشيا المنقلبة والضغط عليها.. لتتفهم المليشيا موقفها وتتجاوب مع ذلك وتعلن بعد بضعة أيام عن بداية شنها عمليات هجومية عن بعد على إسرائيل..!!

وبالتزامن مع ذلك وتحفيزاً لهذه التخريجة المنقذة، التي جاد بها (الأعداء/الأصدقاء)، بدأ الحوثيون وبشكل منظم في بث ونشر أنباء عن تبنيهم عملية إطلاق الصواريخ، كما بدأوا بتبنى دور مواجهة إسرائيل تفاعلاً مع الأحداث في غزة، وتنظيم حملات إعلامية ومسيرات وتجمعات أسبوعية استمرت طوال الحرب على غزة..!! ولم تذكر المليشيا أو غيرها من قبل أو من بعد حتى أنها تمتلك نوع الصواريخ التي ادعت البحرية الأمريكية البريطانية أنها أطلقتها (توماهوك)..!!

عموماً ما نريد الوصول إليه أو توضيحه هنا هو التأكيد على أن جماعة الحوثيين الإرهابية الانقلابية، لم تكن لتوجد أو تستمر لولا الروافع الخفية التي يتبناها الثنائي (الأمريكي البريطاني) في الخفاء.. وأن الخلاص من هذه المليشيا لن يكون إلا بوجود تفاهمات وضغوطات جدية على هذا الثنائي، وهو ما يلزم الشرعية بضرورة نزع الغبار من على هيئتها، والتحرك السياسي شرقاً وغرباً على المستوى الدولي، لكشف اللعبة وإحداث تلك الضغوطات للتمكن من بتر أو تحييد تلك الروافع أو الأيادي الخفية التي تحمي بقاء المليشيا واستمرار انقلابها.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية