آراء

متى تنكشف اللعبة..؟! (2-1)

وسام عبدالقوي

|
قبل 4 ساعة و 16 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كل ما أنتجته وتنتجه الأزمة اليمنية، منذ البدايات وحتى الآن، من تحولات ومتغيرات وواقع يستدعي الغرابة واللا منطق، ويدل على أن حقيقة هذه الأزمة تتنافى تماماً مع ما يراد له أن يكون واقعاً مسلماً به، ابتداء من تحول جماعة الحوثيين الإرهابية من مجرد مليشيا مطاردة في الجبال والكهوف، ومروراً باحتلالها المتسارع للعاصمة صنعاء وعدد من المحافظات والمناطق، بطريقة لا يمكن أن تكون في أدنى مستوى من الاعتيادية والطبيعية..!! ثم وصولاً إلى أن تغدو هذه المليشيا المتمردة طرفاً مناوئا ومعادلاً للدولة ثم قوة (صورية بالطبع) لا يستهان بها على مستوى الداخل والخارج أيضاً..!!

وبالنظر لهذه التحولات الدراماتيكية التي وصلت بالمليشيا إلى ما هي عليه اليوم، لا يمكن بأي حال من الأحوال التصديق بكون هذه التحولات ناتجة عن غلبة حقيقية للمليشيا المنقلبة (سواء في القوة أو في القابلية الشعبية)، مقابل قوة وقابلية الدولة التي يمثلها في كل الأحوال طرف الشرعية، فما بالنا بأن يكون في ذلك المقابل أيضا قوى التحالف العربي ومن وراء الجميع المجتمع الدولي، الذي لا يزال حتى اللحظة لا يعترف بغير الشرعية كسلطة ولا يتخلى في معظمه عن وصف المليشيا الحوثية كجماعة انقلابية، بل وفيه من يصنفها كجماعة إرهابية..!!

كل ذلك أمر لا يمكن إلا الإقرار به محلياً وإقليمياً ودولياً، ولكن....!! ولكن على أرض الواقع (وأعني هنا الواقع الحقيقي وليس ذلك الذي يفتقد للواقعية بقدر ما يراد له أن يبدو واقعاً على خشبة المسرح)، ففي ذلك الواقع الحقيقي تكمن أسرار ومواقف خفية على المستويين الداخلي والخارجي، هي من تفرض وجود مليشيا الحوثي، كقوة وكطرف يتم الحفاظ على توازنه وحمايته من السقوط من قبل قوى دولية، ليست إيران كما تجري محاولة الإيهام في غالب الحال، وإنما قوى أكبر وأكثر نفوذاً من إيران، حتى إن إيران نفسها ليست إلا واحدة من أدوات إدارة تلك القوى لمصالحها في المنطقة..!!

وفي النتيجة الآن من كان يعتقد أن تصل جماعة الحوثيين إلى ما وصلت إليه الآن من حضور وقوة..؟! وإن كان البعض يفهمون ويدركون جيداً أن حقيقة هذا الحضور وهذه القوة، غير ما تبدو عليه، وأن كل ما يظهر على خشبة المسرح الآن وهم مزدوج يمارس لعبته على طرفين متقابلين، طرف يتمثل في اليمنيين والجماهير الشعبية في المحيط (وليس الأنظمة لأن الأنظمة جزء من اللعبة)، وطرف آخر يتمثل في الجماعة الانقلابية ذاتها التي بدأت تشعر بكونها قوة إقليمية لا يستهان بها، بينما هي في الحقيقة مجرد أداة يتم استخدامها من أجل أجندات دولية، لا ولن تراعي أية مصلحة لأنظمة وشعوب المنطقة..

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية