أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن استمرار الصراع في اليمن يمثل تهديدًا يتجاوز حدود البلاد، مشيرًا إلى أنه "يشبه خط صدع يرسل هزات ارتدادية عبر المنطقة ويضخم التنافسات الإقليمية"، محذرًا في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، من أن "دورة العنف الحالية تبعد اليمن أكثر فأكثر عن عملية سلام مستدامة تحقق الاستقرار والنمو الاقتصادي".
وأوضح غروندبرغ أن السلام في اليمن سيظل هشًا ما لم تتم معالجة مصادر عدم الاستقرار في المنطقة، لافتًا إلى "التصعيد المقلق والخطير" بين جماعة الحوثي وإسرائيل. كما وصف اعتقال 22 من موظفي الأمم المتحدة في صنعاء والحديدة بأنه "تصعيد صارخ وغير مقبول"، مشددًا على أن اقتحام مقرات المنظمة والاستيلاء على ممتلكاتها يهدد قدرة الأمم المتحدة على القيام بدورها في رعاية جهود السلام وتقديم المساعدات الإنسانية.
وفي سياق متصل، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن اليمن بات ثالث أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، موضحًا أن نحو 17 مليون يمني يعانون من نقص حاد في الغذاء، فيما يُتوقع أن ينضم مليون شخص آخر إلى دائرة الجوع الشديد مطلع العام المقبل. وأضاف: "في أسرة واحدة من كل خمس أسر، هناك شخص يقضي يوماً وليلة كاملة دون طعام".
وأشار فليتشر إلى أن نقص التمويل والقيود المفروضة على عمل المنظمات الإنسانية يعرقلان الوصول إلى المحتاجين وتقديم المساعدات الكافية، لافتًا إلى أن وفيات أطفال جوعًا في مخيمات النزوح بمحافظة حجة مثال على خطورة الوضع. ودعا إلى الإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين وإعادة المقرات التي تمت مصادرتها، محذرًا من أن استمرار الانتهاكات "لا يطعم الجائعين ولا يحمي النازحين".
واختتم المسؤول الأممي بالتشديد على أن "الجوع الجماعي لا يجب أن يكون هو ما يحدد مستقبل اليمن"، مجددًا دعوته إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لتجسير الهوة والمضي نحو السلام المستدام.