محلي

17 يوليو.. قصة جلسة برلمانية حسمت مستقبل اليمن المضطرب

اليمن اليوم - خاص

|
قبل 7 ساعة و 39 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 كلما حلت ذكرى السابع عشر من يوليو عام78 يستذكر الناس مشهد الرئيس علي عبدالله صالح وهو يؤدي اليمين الدستورية لأول مرة رئيسا للجمهورية شمالا، في جلسة مصيرية لمجلس الشعب التأسيسي حسمت مستقبل البلد ليولد يمن جديد طال انتظاره، وتنتهي عقود الصراعات والاضطرابات.

الجلسة الموثقة بالأبيض والاسود لم تكن مجرد جلسة عادية في زمنها، بل في تفاصيلها قصة جلسة مصيرية شهيرة حَسمت مستقبل بلد مضطرب، ودشنت خروج اليمن من زمن الانقلابات المتوالية، ودوامة صراعات مشئومة شمالا وجنوبا حصدت ستة رؤساء مابين اغتيال واعتقال؛ في سنوات متقاربة.

هي كذلك لم تكن مجرد جلسة روتينية لأداء يمين رئاسية أمام مجلس شعب، بل هي لحظة ميلاد يمن جديد بكل المقاييس، وأطول حقبة استقرار وازدهار عرفها اليمن في تاريخه الحديث، بعد عقود من الاضطرابات في شطرين منهكين؛ كانا خارجين للتو من أعباء ثورتين جبارتين كلفت اليمنيين ثمنا باهظا.

ما حدث في17 يوليو78 لم يكن مجرد مراسم لتنصيب حاكم عسكري وصل الى السلطة على ظهر الدبابات والمجنزرات، بل ميلاد مرونة قيادية فذة انتقلت بالبلد من الاحتراب الى التحاور، ومن حوار الرصاص والدماء الى حوار الكلمة والاعتراف بالآخر، ومن ثالوث الفقر والجهل والتخلف إلى ثلاثية التنمية والعلم والعصرنة.

في تلك الجلسة لم يكن المجتمعون يستمعون فقط لمرشح مغامر خاطر بحياته لتغطية الفراغ الرئاسي، وأقرّوا انتخابه بتوجس شديد وانعدام ثقة بنجاته، بل كانوا على موعد مع ظهور ملكات قيادية خاصة وزعامة محنكة ودهاء سياسي فطري مكّن الشاب القادم من بيئة فلاحية وخلفية عسكرية أن يتجاوز ألغام الطريق ويضبط الأوضاع ليقلب كل التوقعات، بعد ان ساد التكهن حينها بأنه لن تمر اسابيع حتى يلحق بسابقيه، غير أن الأقدار كان لها كلمة اخرى، وأمكنه ان يحكم 33 عاما؛ توزعت سنواتها مابين عمل وحوار وتعايش وبناء دولة.

وفيما كان مجلس الشعب يقرأ تجربة الشاب المتّقد ويراقب عهده الذي بدأه بحوار متحضر ومؤتمر شعبي عام قرر المجلس اعادة انتخابه في22 مايو83 ليواصل تجربته، فأعاد بناء سد مأرب واستخرج النفط لأول مرة، وحرك عجلة التنمية، وقرّب حلم الوحدة وسرّع خطواتها اضعافا، واحتوى أحداث يناير المشئومة، لتتسع شعبية الرجل، ويعاد انتخابه عام88 عبر مجلس الشورى.

 ولدوره في تحقيق الوحدة مع شركائه جنوبا عام90 اُعلِن الزعيم الصالح رئيسا لمجلس الرئاسة وعلي سالم البيض نائبا، لتشهد البلاد حينها ازهى عهود الحرية، وأوصل صالح كافة الخدمات العصرية المفقودة الى المحافظات الجنوبية واستخرج نفطها لأول مرة، وحسم الحدود البرية والبحرية مع دول الجوار، وأنهى حرب 94 المؤسفة.

 فأعاد مجلس النواب انتخابه عام95، ليواصل ترسيخ مداميك الديمقراطية المتدرجة، وصولا الى فرض انتخابات رئاسية تنافسية عامي 99 و2006 فاز فيهما بأصوات الأغلبية الشعبية.. ليعيش الناس تحت مظلة صالح وحزبه الشعبي الكبير حياة آمنة مستقرة؛ ربما لم تخلو من منغصات داخلية وخارجية، لكنها حظيت بدولة متماسكة وحكومات منجزة وتنمية متوازنة ونهضة اقتصادية وجيش ضارب، وبيئة آمنة يَسِير فيها الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ!

 

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية