كثيرا ما أشرنا إلى أن أمريكا وإسرائيل تتعمدان إنقاذ جماعة الحوثي كلما وجدتاها واقعة في مأزق أو ورطة.. وقد تكررت الشواهد على ذلك وتعددت حتى صار موضوع الحماية أو الإنقاذ الذي يحظى به الحوثيون من قبل أمريكا وإسرائيل أمرا مسلما به لا يكاد يختلف حوله شخصان عاقلان ومنصفان..
وإذا كان هناك بقية ممن هم أقرب مكانا من الحوثي وولاء له لم يقتنعوا بكل ذلك السالف والمؤكد، فلا يمكن ألا يصبح الأمر أكثر وضوحا وتبيانا، بعد عمليات القصف التي شنتها إسرائيل قبل ليلتين، دون سابق إنذار أو مبرر حقيقي وواضح يستدعي مثل تلك العمليات التي ادعى ويدعي الحوثين أنهم تصدوا لها..
لقد وصلت جماعة الحوثي إلى وضع لا تحسد عليه، بعد استهدافها البشع لمعلم القرآن الشيخ حنتوس في ريمة واغتياله، وتعرت في تلك الجريمة كما لم يتعر مجرم من قبل، وحاولت جاهدة الدفاع عن نفسها والتبرؤ من هذه الجريمة بمبررات وشواهد أكثر تأكيدا على ارتكاب الجريمة من نفيها والتبرير لها..
هذه الجريمة جعلت المليشيا في مأزق حقيقي أمام المواطنين خصوصا بعد ظهور وتسرب تسجيل لمكالمة جرت بين الشيخ حنتوس ومهاجميه قبل عملية اقتحام منزله وقتله بلحظات.. هذه المكالمة أخرست العصابة تماما لتجد نفسها أمام تهمة بجريمة كبيرة لا يمكن مغالطة الرأي العام في تفاصيلها وأهدافها..
والمتابع فقط لوسائل التواصل الاجتماعي ومواقف الناس في الشارع اليمني واحتشادهم ضد هذه الجريمة، لن يكون في موفوره غير أن هذه الجريمة ستكون الرصاصة التي ستخترق جبهة العصابة الانقلابية وترديها، وأن ذلك لم يعد بعيدا، بل أصبح أقرب من احتمال باستمرار انقلابها الإرهابي الكريه..
قضية أصبحت شغل الرأي العام اليمني في كل بقعة من أرض الداخل، بل وأصبحت أيضا حديث الرأي العام العربي والإقليمي، لبشاعتها وبشاعة من يقف وراءها.. وأمام كل ذلك أصبحت المليشيا الإرهابية بحاجة ماسة إلى التخفف من أعباء وضغوط هذه القضية، والتي قد تطيح بانقلابها وتقضي عليها أسرع مما يتخيل..
ذلك هو ما تكفلت أو تحاول أن تتكفل به إسرائيل بهجماتها المستحدثة على مدينة الحديدة ومينائها ومحطة الكهرباء وغير ذلك من الأهداف التي أعلنتها، لتخلق حدثا موازيا ينزع من على كاهل العصابة ما تعانيه من ضغوط وتهديدات ربما هي الأخطر على سلامة وبقاء هذه المليشيا الإجرامية..!!
ولأمانة القول فإن من يحاول أن ينكر التخادم الذي يتم بين المليشيا الحوثية من وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، بعد كل تلك الأدلة الواضحة وضوح الشمس، فكأنما يقصد التغابي قصدا، أو أنه هو الآخر يعمل بتوجيه خياني في صف استمرار الانقلاب، أو أن له مصلحة شخصية مباشرة من إنكار تبعية الحوثيين لأمريكا وإسرائيل..!!