آراء

أبو قرارات !

نوح إدريس

|
11:32 2025/07/02
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

 

 

عندما احتل الحوثي صنعاء كانت قيادات المليشيا تكني نفسها " أبو جبريل أبو معارك أبو شظايا أبو قنابل والكرار …الخ " . 

اليوم وبعد أن فهم المواطن أغراض لعبة التخفي ولامس زيف شعارات الصمود والتضحية والجهاد في سبيل الله وإنقاذ البلاد صار يطلق على تلك القيادات " أبو جرائم أبو جبايات أبو رشاوي أبو فساد أبو مستشفى أهلي أبو عيادات أبو مطاعم أبو مدارس أبو عمارات أبو فلل أبو شركات " !. 

طوال 11 سنة تستثمر المليشيا في كل شيء يدر أموال الأرباح بما في ذلك الأرواح إذ تبيع وتشتري في معاناة الشعب للخارج !. 

في الداخل تحاول تخدير الشعب بمسكنات تعتبر مآسيه ليست نتيجة أخطاء قراراتها وسوء أفعالها…..وليست وليدة اللحظة إنما هي امتداد لمظلومية الحسين قبل مئات السنين في كربلاء ! تصور للبسطاء أن الحل الوحيد هو في الخروج للتظاهر والاجتهاد في هتاف عبارات " فوضناك أيدناك يا .. ولو أتعبناك " !. تزعم المليشيا أنها تعمل على خدمة المواطن بينما تتعمد إيصاله إلى الدرك الأسفل من الفقر والحرمان وانعدام الأمن والأمان . 

على ذكر آخر الوعود الطنانة الرنانة للمواطن التي وضع الحوثي خلاصتها - بعد سنوات من التفكير وسهر الليالي ودراسة ملفات أصحاب الكهف - في ما يسميه حكومة التغيير والبناء !. هذه الحكومة المزيفة تقترب من دوران السنة على تشكيلها.. أتحدى أي شخص عاقل أن يذكر إنجازا واحدا حقيقيا لها !. كان الحوثي قال إن حكومته وجدت من أجل المواطن ووعد أنها ستعمل على خدمته !. أي خدمات ؟! الواقع أنه كان لا بد من إنقاذ الميليشيا مما سبق جراء الفشل وتحقيق النتائج العكسية لوعود الإنقاذ الوطني . وعليه تم في أغسطس إعلان حكومة جديدة مهمتها التغيير والتبدل في بناء المواقف وفقا للأوامر الصادرة من سماحة المرشد الأعلى للمجلس الأعلى !.

 أي خدمات ؟ يتلقى المواطن أسبوعيا رسالة حكومية تستهل بالتذكير استجابة لدعوة " حفظه الله " فإنها تحثه على الخروج المليوني من أجله والاحتشاد عصرا وترديد صراخ الشعارات من أجله لا أكثر ! في صنعاء حيث يتجمع الملايين يغتال الكوليرا حياة العشرات يوميا وسط صمت مطبق !. 

للشهر الثالث لم يتلق المواطن من الحكومة رسالة قصيرة " رجاء اغسل يديك جيدا بالماء والصابون "!. وللشهر الثالث لم يصدر عن الحكومة قرار وقائي مساعد ولم تنفذ أي إجراء ولو توعوي للحد من انتشار الوباء !. أي خدمات ؟ حتى المراكز والمستشفيات التي أعلن تخصيصها لخدمة المواطن بالعلاج مجانا وخاصة تلك التي كانت معدة لاستقبال حالات الكوليرا تكشف أكذوبة وجود حكومة ! هناك يجد المريض نفسه وحيدا في مواجهة الإسهال والجفاف . تكون النجاة لمن يدفع مئات الآلاف !. لا شيء يقدم مجانا وكل شيء يقدم خدمة للمواطن يجب أن يكون مدفوع الثمن مقدما بدءا من محلول الإرواء وصولا إلى سرير الرقود !.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية