محلي

جريمة خشم البكرة .. السكوت علامة الشرعية !

نوح إدريس:

|
11:58 2025/05/26
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

قبل أيام هز انفجار عنيف محافظة صنعاء اجتث في منطقة خشم البكرة بيوتا وخلف أكثر من مئة آدمي يين قتيل وجريح بحسب تقديرات بسيطة للبسطاء هناك .

صمت الميليشيا المشين في التعامل مع الحادثة وكأن شيئا لم يحدث تجاوز حدود حملتها التوعوية " مدري " تقال بعد كل غارة ورجز الرجز يقع بالقرب منك أو تراه مصادفة في أماكن بعيدة عنك !.
حاليا بات المواطن يرثي واقع الحال مع قلة الحيلة وهو يردد رحم الله القائل: " فظيع جهل ما يجري وافظع منه أن تدري " .

لم تقم قيامة إعلام الميليشيا ضد الجريمة النكراء لأنه لم يكن هناك عدوان خارجي تحمله مسئولية الدمار ودماء الأبرياء .

إلى اليوم لم يصدر من أي مسئول كلام مسؤول حول انفجار مخزن سلاح وسط  حي شعبي !.
هذا السكوت لا يعني وقوع الجماعة تحت تأثير الصدمة من هول الفاجعة . لا يعكس أيضا في  تصرف قياداتها علامات الخبرة والتجربة لاحتواء الموقف !.

ليست هذه أول جريمة مروعة تتم على يد الميليشيا في مناطق سيطرتها يراد لها أن تمر بكل سهولة وتدفن معها إجابات التساؤل عن السبب ومن المتسبب ؟!

حكومة اليمن صاحبة الشرعية والدستورية هي الأخرى إلى اليوم لم تعبر عن الاستنكار والإدانة !
لم تشعر بالمسئولية ازاء الحادثة ولم تفكر أن عليها تعرية واحدة من مجازر الحوثي ومخاطبة العالم بشأنها باعتبارها جريمة حرب لا ينبغي السكوت عنها !.

حكومة معترف بها محليا ودوليا لم تنطق بكلمة ولو جبر خاطرلغالبية المواطنين الرافضين لوجود الميليشيا في صنعاء ولا لذوي الضحايا بالمواساة ولا حتى لأهالي خشم البكرة الممنوعين بالقوة من التحدث في الأمر!.

أقل ماكان يمكنها قوله ربما المطالبة بفتح تحقيق دولي. ربما كانت لا تدري بما جرى وربما…قل " مدري " !.
يحب الحوثي أن يصف نفسه وأتباعه بيا " مؤمن" لكن أفعالهم وقراراته لا تعكس سوى اللؤم والتطرف الذي لا يؤمن به بشر .

الأجدر به كسلطة أمر واقع وصاحب الزمان والمكان وصاحب مخزن السلاح الإقرار بتحمل مسئولية الكارثة وإعلان الاستعداد تعويض المتضررين وعمل اللازم مع كافة الضحايا الاحياء منهم والاموات.

أليس ذلك لو يدري أفضل طريقة تختصر عليه المحاولات الفاشلة لطمس الحقائق عبر ممارسة التعتيم وأساليب القمع والتهديد والوعيد !.

كارثة خشم البكرة الحقيقية أن الانفجار لم يحصل  فجأة. ظل المخزن يحترق لقرابة ثلاث ساعات . استمر خلالها الصغار والكبار والمارة وسكان الأحياء المجاورة في التجمع للمشاهدة .

لم يمنعهم أحد من الاقتراب ولم يأمرهم بالابتعاد الى أبعد مسافة كافية لحفظ السلامة !.

في نفس الوقت لم  يتم إشعار سكان المنازل المجاورة والقريبة جدا من كتلة النار بضرورة المغادرة بينما كان يفترض المبادرة بسرعة إخلائهم إلى أماكن آمنة .

كان هناك من يدري بنوعية وكمية السلاح الأخذ في الاشتعال.. وكان هناك الكثير ممن لا يدرون ولا يدركون حجم الخطر.

توافدوا للمشاهدة والتأثر بمشاهد فرقعات عشوائية وكرات لهب تتشكل في الهواء. بعد ثلاث ساعات إنتهى كل شيء في غمضة عين. 

تناثرت أشلاء الجثث وقطع أحجار المنازل في كل مكان.. ثم فجأة الميليشيا لتطويق المنطقة !.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية