المضحك المبكي في 22 مايو هذا العام أن أكثر المحتفلين بذكرى قيام الجمهورية اليمنية هم ألد أعدائها الذين مزقوا البلاد بألاعيبهم السياسية وانقلاباتهم الدموية.
لا يختلف مهدي المشاط وجماعته عن حمود المخلافي وتوكل كرمان واشباههم الا بطابع المصنع اما البضاعة فهي واحدة ثلة من المزايدين المنافقين النافثين سمومهم والمضللين أصحاب المواقف الانتهازية .
إنهم أفراد قليلون لكن خلفهم ما خلفهم من قوى وارتباطات ليس فيها انتماء إلى المصلحة العليا للشعب اليمني أو ما يعبر عن هموم أبنائه الطامحين للعدالة و الأمن و الاستقرار والاكتفاء في ظل نظام يراعي قضاياهم وانتماءاتهم وتطلعاتهم.
هؤلاء الراقصون في جنازة 22 مايو يهمهم فقط استمرار الاحتراب والتشطي ليواصلوا العيش وجني المكاسب مثل كائنات طفيلية في قدر الحليب .
حمود صورني اتخذ مكتبا فخماً في مطعمه باسطنبول عليه راية الوحدة وراية أخرى مجهولة ، ألقى خطابا عرمرمياً عن عشق الوحدة وأنها قدر ومصير كأن الناس لم يروه مع عصابته من الإخوان المجرمين وهم يتظاهرون ويقتلون رجال الامن عام 1990م رفضاً للوحدة باعتبارها "كفر بواح" أو حينما زعزعوا النظام الجمهوري وألقوا بالدولة في مهب الريح وقالوا ما نحن إلا مصلحين .
مهدي المشاط خلع ثوب الذئب وارتدى سترة الحمل متغنياً بالوحدة وحتمية استعادتها بينما مخالب جماعته تقطر من دماء الشعب وجبينها مجلل بعار الانقلاب وسنوات الذبح والتخريب وتكريس العنصرية والسلالية والتطرف المذهبي بين أبناء المجتمع اليمني .
تخيلوا مثل هؤلاء هم من يحتفلون على جثة الوحدة التي مزقوها بأنيابهم مثل كلاب الشوارع والصورة مضحكة مبكية لا عزاء فيها للوطن .
نعم أنا من مؤيدي الوحدة لكنها ليست صنماً يعبد، وبدون ارادة الناس لا قيمة لها ولا معنى .
أولوياتنا اليوم في اليمن الممزق أشلاء هي إزالة أهم أسباب التشظي وهو إنقلاب الحوثي ومن ثم استعادة الجمهورية التي تحت رايتها يمكن الحديث والحوار لتقرير مستقبل هذه البلاد بعيداً عن لغة الاحتراب وفرض ارادة احد على احد.
أمام هذه الأولوية تسقط كل النعرات والأصنام وفي مقدمتها ذكرى 22 مايو التي كانت حدثاً تاريخياً افرح اليمنيين حتى جاء من يفسده ويلغ فيه سم لعابه اللعين.