محلي

ما تمتلكه وتفتقده الشرعية اليمنية..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 5 ساعة و 55 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا بد من الاعتراف بأن أكثر شيء نجح فيه التحالف والمجتمع الدولي في أزمة اليمن هو إضعاف الشرعية (التي ادعوا ويدعون دعمها)، وفي الجانب الآخر تقوية الانقلاب الحوثي (الذي ادعوا ويدعون مساندة الشرعية ضده)..!! بل ويمكننا القول أنهم عملوا، بقصد وبدون قصد، ولأهداف ما زالت تراوح بين الخفاء والوضوح، على تحييد طرف الشرعية تماما، وجعل الساحة ملعبا لطرف الحوثي، يمارس فيه انقلابه بمطلق الحرية والخيلاء والتجبر على اليمنيين العزل في الداخل، حتى صارت الأمور إلى ما صارت إليه، وأصبح الحوثي ما أصبح عليه لدى الرأي العام المحلي والعربي..!!

ومع ذلك كله لا يزال من يدرك الأحوال عن قرب يؤكد على محدودية قدرات جماعة الحوثي في كل شيء، ابتداء من إدارة شئون الدولة ومؤسساتها في المناطق التي تحت يدها، ووصولا إلى قوتها العسكرية أو القتالية، مهما حاولوا، من أرادوا لهذه المليشيا الانقلاب، تضخيم وتعقيد صورتها أمام اليمنيين وغير اليمنيين.. وأنه مهما سمح (للجماعة) بالتمدد والتسلط واستغلال الشعب ومقدراته في تمكين نفسها وتعزيز قوتها، ستظل مجرد مليشيا إرهابية، مصيرها الزوال إذا ما نزع المتدخلون غطاءهم عنها..

اليوم الشرعية، التي يُزعم أن التحالف والمجتمع الدولي يقف ظهرا وسندا لها، تقف ليس أمام الشعب وحسب، وإنما أمام نفسها أيضاً، قليلة الحيلة خالية الوفاض من كل شيء..!! تمتلك القوة البشرية التي بإمكانها أن تقلب المشهد بكامل أوضاعه رأساً على عقب، على الرغم من تصريحات بعض قادتها بمحدودية إمكانياتها في التسليح والتجهيزات، وما تعانيه من قيود وحدود لا مبرر واقعي لها موضوعة أمامها..!! وفي المقابل تحظى قوات الحوثيين بحرية مطلقة في التصرف على الميدان وبتعزيزات وتحديثات في مستوى التسليح والتجهيز..!! فمن تراه يمنع الأمر هناك ويسمح به هنا..؟! ومن هو الفاعل المتدخل الذي يقف وراء ذلك..؟!

إلى ذلك وعلى الرغم منه أيضا تفتقد الشرعية منذ بداية الأزمة والانقلاب حتى إلى حرية اتخاذ القرار، فيما يخص مواجهة العصابة المنقلبة، وذلك مما يجعل المراقب يشعر وباستغراب كبير بأن جماعة الحوثيين الانقلابية هي المدعومة وليس الشرعية..!! لم يعد خافيا الشعور الكبير لدى العامة والخاصة بأن الانقلابيين يحظون بحماية خفية وظاهرة ساعدت وتساعد على بقائهم، بل وعلى تمكين قوتهم، وسلطتهم الكهنوتية على أجزاء كبيرة من الأرض والشعب.. وبات على الشرعية اليوم أن تستدرك موقعها وموقفها بكشف هذا الحال، فمهما كانت نتائج ذلك سيئة عليها، لن تكون أسوأ من أن تظل الشرعية في موقفها السلبي الراهن، الذي بات يحرق أوراقها ويقطع روابطها المتبقية بالشعب والوطن وحتى بمسماها (كشرعية)..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية