تستمر مليشيا الحوثي في استغلال مأساة غزة لتحقيق مكاسب سياسية ودعائية على الصعيدين المحلي والإقليمي، وفقاً لمراقبين.
ورغم ما تدعيه المليشيا من دعم للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن حملاتها الإعلامية والدعائية تركز على تلميع قيادتها السلالية وتكريس زعيمها كمنقذ للعالم الإسلامي.
منذ بدء العدوان الإسرائيليعلى غزة، أطلقت جماعة الحوثي حملة دعائية واسعة النطاق، شملت المساجد ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى اللوحات الإعلانية في الشوارع والميادين العامة.
وتضمنت الحملة صوراً مضخمة لعبد الملك الحوثي وشقيقه الهالك حسين الحوثي وآخرين كحسن نصر الله و قاسم سليماني، في مشهد يخدم أجندة إيرانية إقليمية، بحسب محللين.
ويشير خبراء إلى أن الجماعة تسعى من خلال هذه الحملات إلى استغلال التعاطف مع غزة لكسب شرعية محلية ودولية، ومحاولة تصوير نفسها كجزء من محور المقاومة ضد إسرائيل وأمريكا، رغم أن التحركات الميدانية والإسناد المعلن لغزة لا يتعدى حدود التصريحات الدعائية.
وفي خطوة لافتة، زعمت الجماعة مؤخراً أنها تمكنت من إيقاف الغارات الأمريكية على اليمن، معتبرة ذلك انتصاراً كبيراً لها، وهو ما أثار سخرية اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما ادعت الجماعة إطلاق صاروخ على محيط مطار بن غوريون، واحتفت بما وصفته بـ"الإنجاز الكبير" رغم الدمار الهائل الذي لحق بمطار صنعاء ومحطات الكهرباء ومصانع الأسمنت وموانئ الحديدة.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة تأتي في إطار سعي الجماعة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب معاناة الشعب الفلسطيني، ومحاولة فرض مشروعها السلالي والطائفي في اليمن، وسط انتقادات واسعة محلياً ودولياً لسلوكياتها الانتهازية واستغلالها للقضايا العربية والإسلامية لتحقيق أجندة إقليمية.