آراء

الحوثي.. استسلام لترمب وبوادر اتفاق مع " نتنياهو "!

نوح إدريس

|
قبل 15 ساعة و 18 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من غارات أمريكية عنيفة تقول إنها أصابت نحو 800 هدفا في بنك الأهداف . 

ومع بوادر فشل مفاوضات البرنامج النووي وجد الحوثي نفسه أمام مأزق يهدد بقاءه .

كان ينتظر أن تجد له إيران مخرجا مناسبا .. لكنه لم يأت.. ولكنه يركن أساسا إلى خيارات الإدارة الأمريكية بأنها لا تريد القضاء عليه .

عرف ترمب خلال الأشهر الثلاثة من رئاسته الثانية بممارسة لعبة اصدار القرارات والتراجع عنها. أثبت الرئيس الأمريكي أن وعود العمل على تحقيق السلام للعالم ومن بينه اليمن كانت مجرد شعارات دعائية رفعها للفوز في الانتخابات !.

يعتقد ترمب أن الله أرسله لاستعادة الدور الأمريكي على مستوى العالم وجعل الولايات المتحدة أمة عظيمة مجددا !.

نفس الاعتقاد - أصل المشكلة -  عندنا في اليمن حيث يزعم الحوثي زعيم الميليشيا أن الله اصطفاه لهداية الشعب اليمني واعادة المكانة الحضارية لليمن !.

كما اختار له أن يأتي بقوة السلاح ومن خارج صناديق الانتخابات لقيادة الأمة اليمنية وانقاذها من عالم الأعداء الذي تقوده أمريكا !.

مساء أمس أعلن الرئيس الأمريكي ترمب استسلام ميليشيا الحوثي وأنه قرر وقف الهجمات الجوية ضدهم . 

قال : " لقد أعلنوا أنهم لم يعودوا يريدون القتال " . وأضاف : " ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن وقد استسلموا".

وعليه سعت الجماعة لإنكار حقيقة الاستسلام وإيهام الداخل أنها حققت انتصارا ساحقا !. 

تقول قياداتها إنه " تم الاتفاق مع أمريكا على وقف العدوان على اليمن ".

فيما صرح الدبجي أنه " سيخضع الموافقة الأمريكية للتقييم أولا ".

بكل حال يبدو أن الحوثي قدم الكثير من التنازلات غير المعلنة للوصول إلى الاتفاق. 

يبدو مستعدا لالتزام عدم استهداف السفن في البحر الأحمر وباب المندب.. ومستعد حتى لتغيير شعار صرخته إلى " الهدنة مع امريكا الموت لإسرائيل" !.

السبب في ذلك أن إعلان ترمب المفاجئ شكل فرصة نجاة أخيرة كان يبحث عنها وعن أي مخرج يؤدي إلى تقليل الخسائر في صفوفه وتجنب سيناريوهات خسارة مناطق حيوية تحت قبضته.

كان عليه الانسحاب من الحديدة ويدرك أن تحرير الحديدة ودحره منها يعني تحرر باقي المحافظات التي يحتلها .

في المقابل وفيما يشبه التهيئة للتحاور ووساطة اتفاق. دعا المبعوث الأممي غروندبرغ للمرة الأولى في تاريخ مهامه المتعثرة والقلقة إسرائيل وميليشيا الحوثي إلى التوقف عن " أي أعمال تصعيدية ". وناشدهما " التحلي بأقصى درجات ضبط النفس " .

أشار هانس الى الحوار كسبيل وحيد " لسلامة وأمن اليمن والمنطقة بأسرها " بما فيها إسرائيل!.

يبقى التساؤل هنا.. لماذا فشلت سلطنة عمان في كل الوساطات وجهود حل الأزمة اليمنية ونجحت في التوسط بين المليشيا وترمب ؟

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية