توقفت عشرات الشاحنات العاملة في نقل مواد البناء بمحافظة عمران شمال اليمن، خلال الأيام الماضية، نتيجة أزمة حادة في مادة الديزل، ما تسبب بشلل جزئي في حركة النقل المرتبطة بقطاع الإنشاءات.
وأفادت مصادر عاملة في قطاع النقل أن أكثر من 100 قاطرة، كانت تتولى نقل مواد مرتبطة بصناعة الأسمنت بين مصنع عمران ومصنع الأهلي للإسمنت، توقفت عن العمل بشكل شبه كامل بسبب انعدام الديزل في الأسواق المحلية.
وأشارت المصادر إلى أن الأزمة لم تقتصر فقط على نقص الوقود، بل تفاقمت بسبب تدخل قيادات حوثية نافذة، لها ارتباط مباشر بإدارتي مصنع عمران ومصنع الأهلي.
وبحسب المصادر، فإن هذه القيادات تحاول فرض احتكار عملية النقل لصالح شركات خاصة تابعة لهم، عبر خفض أجور النقل إلى مستويات متدنية، الأمر الذي دفع ملاك الشاحنات المستقلة إلى تعليق عملهم احتجاجًا على ما وصفوه بـ"سياسة الإقصاء والتجويع".
وتأتي هذه الأزمة بعد نحو أسبوع من الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت ميناء رأس عيسى، أحد أهم موانئ استيراد الوقود إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
ورغم إعلان الحوثيين مرارًا أن السوق المحلية لم تتأثر بالهجمات، إلا أن الواقع على الأرض، بحسب الشهادات المحلية، يكشف عن نقص حاد في الوقود وارتفاع أسعاره بشكل كبير، مما أدى إلى شلل في عدة قطاعات حيوية، خصوصًا النقل والإنشاءات.
ويحذر مراقبون من أن استمرار أزمة الوقود، إلى جانب ممارسات الاحتكار الحوثية، سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مناطق سيطرتهم، ويهدد بموجة جديدة من الركود في القطاعات الإنتاجية والخدمية.