في تصعيد خطير يكشف طبيعة الميليشيا الحوثية العدوانية واستهتارها بحياة اليمنيين، أكدت مصادر ميدانية وحقوقية أن الجماعة باتت تعتمد بشكل متزايد على استخدام المدنيين وممتلكاتهم كدروع بشرية لحماية قياداتها ومخزونها العسكري من الضربات الأمريكية المتلاحقة، في خطوة وصفتها جهات حقوقية بأنها "جريمة حرب مكتملة الأركان".
وبحسب المصادر، شرعت الميليشيا خلال الأسابيع الماضية في تحويل منازل مدنيين وفيلات خاصة وممتلكات عامة، بما في ذلك منشآت صناعية وتجارية، إلى مخازن للأسلحة ومقار لإيواء قادتها العسكريين، في تجاهل صارخ لما قد تسببه هذه الأفعال من كوارث إنسانية.
دلائل ميدانية تؤكد التورط
ومن أبرز الوقائع التي تسلط الضوء على هذا النمط من الانتهاكات، الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت منشأة في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، والتي تبين لاحقاً أنها مصنع للسيراميك مملوك لأحد التجار المحليين.
وأظهرت المقاطع المصورة من الموقع انفجارات متتالية، ما يدل على وجود كميات ضخمة من الذخائر والأسلحة، أسفرت عن أضرار واسعة في المباني المجاورة وسقوط ضحايا مدنيين.
وفي حادثة مشابهة، شنت الطائرات الأمريكية غارتين على فيلتين سكنيتين في مدينة سكنية بمديرية الحوك غربي الحديدة، ما أدى إلى مقتل أربع أطفال وامرأتين، وإصابة 16 آخرين.
وكشفت مصادر في القوات المشتركة بالساحل الغربي أن الفيلتين كانتا قد صودرتا من قبل الحوثيين بعد سيطرتهم على المحافظة عام 2014، وتم تخصيصهما لإقامة أسر قياديين عسكريين في الجماعة.
ووفقًا لتلك المصادر، تم نقل منصات إطلاق طائرات مسيرة ومعدات عسكرية إلى محيط تلك المنازل القريبة من معسكر سلاح المهندسين، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية بين المدنيين المجاورين.
تهديد مستمر للمدنيين
وتكررت خلال الأسابيع الأربعة الماضية حوادث مماثلة في صنعاء وصعدة، استهدفت خلالها الضربات الأمريكية مقار سرّية لقيادات حوثية داخل أحياء سكنية، وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، ما يبرز حجم الخطر الذي بات يحيط بالأحياء التي تتخذها الميليشيا كدروع بشرية.
أهالي الأحياء أمام خيارات صعبة
وبات المواطنون والتجار وسكان الأحياء السكنية التي تتسلل إليها عناصر الميليشيا، أمام خيارات مريرة: إما التعرض للخطر جراء الغارات، أو مواجهة الميليشيا ومحاولة طردها من ممتلكاتهم ومنشآتهم الخاصة والعامة. وناشد ناشطون ومراقبون الجهات الحقوقية والدولية بالتدخل العاجل لحماية المدنيين ومحاسبة الميليشيا على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني.
وأكد المراقبون أن الجماعة لا ترى في اليمنيين سوى وقود لحروبها، ولا تكترث لآلامهم ومعاناتهم، في ظل سعيها لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية على حساب دماء الأبرياء.